'شوق' لحاتم دربال في مهرجان الحمامات: عزف على إيقاع الشوق وآلام الماضي
كان لجمهور مهرجان الحمامات الدولي الخميس 27 جويلية 2023 موعد مع مسرحية "شوق" من إخراج ودراماتورجيا حاتم دربال وإنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية ببن عروس، وذلك ضمن العروض المسرحية التي تعد من بين مميزات وركائز المهرجان.
واقتبس حمدي الحمايدي فكرة مسرحية "شوق" عن نص ل"جون لوك لاغراس" وجسّد الأدوار على الركح كل من آمال الفرجي (الأم) ونادرة التومي (الأخت ددو) ومريم بن حسن (زوجة الأخ) وعبد المنعم شويات (الأخ لمين)، إضافة إلى حمادي البجاوي (يوسف) وإدارة إنتاج معز العاشوري (شارك في الدراماتورجيا) وسينوغرافيا وتصميم فيديو "سيرجيو قازو" وتوضيب الملابس ريحانة عباس وإضاءة مراد مبخوت وصوت يوسف بوعجاجة وتوضيب الركح توفيق المرادي.
المرض.. الموت..والغربة
وعلى إيقاع المرض وقرب الموت، يعود "يوسف" إلى الوطن وإلى المنزل العائلي بعد غياب دام 12 سنة من الغربة ليخبر الأم بقرب موته كما قال له الأطباء.
"يوسف" المريض والغائب منذ سنوات لم يستطع في خضم حالة صراع أفراد العائلة ورغبة كل فرد منهم الأم والاخت والأخ الأصغر وزوجة الأخ في التعبير عن مشاكله الخاصة ورغباته الذاتية ، البوح بمرضه.
كما تناولت المسرحية شعور الفقدان والشوق، الذي وصل إلى فعل عنيف في علاقة "يوسف" و"لمين" أو لمين" و "ددو" ليكشف حجم الهشاشة والتفكك الذي تعاني منه الأسرة.
وتثير المسرحية فكرتين أساسيتين هما الموت والروابط العائلية التي تحولت في حكاية "يوسف" العائد بعد 12 سنة من الغياب عند اللقاء إلى خزّان من خلافات الماضي وتحول اجتماعه مع عائلته إلى صراعات ثنائية بين الزوج والزوجة والأخ والأخت .. كانوا لا يظنونها موجودة قبل مجيء يوسف لكنها سرعان ما انفجرت معه.
وطيلة أحداث المسرحية يتجاذب أفراد العائلة وتنافرا لتخلق العلاقات في ما بينهم حالات من اللوم والعتاب والحنين والاشتياق والصراع ويشكلان ثنائيات ومفاهيم متناقضة على غرار اللقاء والفراق، الموت والحياة، القرب والبعد، الاعتراف والكتمان فتتعرى آلام وهشاشة كل شخصية على الركح وترسم كلما بلغت الصراعات ذروتها فسحة ومسافة لفهم الأنا والآخر لتحاول ترميم انكساراتها في محاولة لإيجاد منفذ آخر لها.
كما اختار المخرج ضمن سينوغرافيا المسرحية وضع شاشة تلفاز تعرض ذكريات الماضي ودواخل الشخصية ورغباتها بغرض منها هو استنطاق الذاكرة .
قضايا مهمة في 'شوق'..وأساسية أمام الجمهور
وقال حاتم دربال بعد العرض "سعادتنا تكبر كلما نجد فرصة للقاء الجمهور ونطرح في شوق قضايا نعتبرها مهمة وأساسية أمام جمهور "
وأضاف ''أعدنا اكتشاف الأسرة مرة أخرى في زمن جائحة الكوفيد حيث كان لنا وقت محدد للقاء العائلة فقط''، معتبرا أن "شوق" هي أيضا الشوق الى كل من غادرونا من العائلة البيولوجية والفنية .
وعن أسباب اقتباس فكرة المسرحية من عمل للممثل الفرنسي "جون لوك لاغراس" قال دربال إن إقتباس فكرة من عمل موجود لا يعبر عن أزمة كتابة رغم وجودها ولكنه يضيء مسألة حالية وقرب الموضوع من المجتمع.
كما قال إن كل خطاب يدور حول المسرح إلا ويسقط في دائرة الأزمة وهناك أزمة ترويج وإنتاج وإبداع ونص وتمويل وإنه من الطبيعي في ظل الصعوبات التي يعانيها القطاع عيش بعض الأزمات، مشددا على أنه رغم ذلك يبقى الابداع موجودا.
هيبة خميري